فصل: الغلط (31):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق (نسخة منقحة)



.الغلط (31):

طفي الباب الثاني عشر من كتاب دانيال هكذا: 11: (ومن الزمان الذي فيه انتزع القربان الدائم ووضع الرجسة للخراب ألف ومائتان وتسعون يومًا) 13: (وطوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى ألف وثلثمائة وخمسة وثلاثين يومًا) وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1839 هكذا: 11: (وازهنكامي كه قرباتي دائمًا موقوف شودو كريه قريب ويراني برباشود يكهزار ودوصد ونودر وزخواهد بود) 12: (خوشا حال أن كسيكه انتظار كندوتا يكهزاروسه صدرسي وبنجر وزبرسد) وهو غلط أيضًا بمثل ما تقدم وما ظهر على هذا الميعاد مسيح النصارى ولا مسيح اليهود.

.الغلط (32):

في الباب التاسع من كتاب دانيال: (سبعون أسبوعًا اقتصرت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة ليبطل التعدي وتفنى الخطيئة ويُمْحى الإثم ويُجلب العدل الأبدي وتكمل الرؤيا والنبوة ويمسح قدوس القديسين) ترجمة فارسية سنة 1839: (هفتاد هفته برقوم تووبر شهر مقدس تومقر رشدبراي اتمام خطا وبراي انقضاي كناهان وبراي تكفير شرارت وبراي رسانيدن راستبازي إبداني وبراي اختتام روياونبوت وبراي مسح قدس المقدس)، وهذا غلط أيضًا لأنه ما ظهر على هذا الميعاد أحد المسيحيين، بل مسيح اليهود إلى الآن ما ظهر، وقد مضى أزيد من ألفي سنة على المدة المذكورة، والتكلفات التي صدرت على (64) العلماء المسيحية ههنا غير قابلة للالتفات لوجوه: الأول: أن حمل اليوم على المعنى المجازي في بيان تَعْداد المدة بدون القرينة غيرُ مسلم.
والثاني: لو سلمنا فلا يَصْدق أيضًا على أحد المسيحيين، لأن المدة التي بين السنة الأولى من جلوس (قُورَش) الذي أطلق فيها على ما صرح في الباب الأول من كتاب عزرا إلى خروج عيسى عليه السلام على ما يُعلم من تاريخ يوسيفس بقدر ستمائة سنة تخمينًا، وعلى تحقيق (سنل جانسي) خمسمائة وست وثلاثين سنة كما علمت في الغلط الثلاثين، ومثله على تحقيق مؤلف مرشد الطالبين على حسب النسخة المطبوعة سنة 1852، كما عرفت في الغلط السادس والعشرين، وقد صرح صاحبُ مرشد الطالبين في الفصل العشرين من الجزء الثاني أن رجوع اليهود من السبي وتجديدهم الذبائح في الهيكل كان في سنة الإطلاق أيضًا أعني سنة خمسمائة وست وثلاثين قبل ميلاد المسيح، ولا تكون المدة باعتبار سبعين أسبوعًا إلا بقدر أربعمائة وتسعين سنة، وعدم الصدق على مسيح اليهود ظاهر.
والثالث: لو صح هذا لزم ختم النبوة على المسيح فلا يكون الحواريون أنبياء، والأمر ليس كذلك عندهم، لأن الحواريين أفضل من موسى وسائر الأنبياء الإسرائيلية في زعمهم، ويكفي شاهدًا في فضلهم ملاحظة حال يهودا الأسخريوطي، الذي كان واحدًا من هؤلاء الحضرات ممتلئًا بروح القدس.
والرابع: لو صح لزم منه ختم الرؤيا، وليس كذلك لأن الرؤيات الصالحة باقية إلى الآن أيضًا.
والخامس: إن (واتسن) نقل رسالة (داكتر كريب) في المجلد الثالث من كتابه، وصرح في هذه الرسالة (أن اليهود حَرّفوا هذا الخبر بزيادة الوقف تحريفًا لا يمكن أن يصدق الآن على عيسى)، فثبت باعتراف عالمهم المشهور أن هذا الخبر لا يصدق على عيسى عليه السلام على وفْق كتاب دانيال الأصل (65) الموجود عند اليهود الآن بدون ادعاء التحريف على اليهود، وهذا الادعاء لا يتم عليهم من جانب علماء البروتستنت فإذا كان حال أصل الكتاب هكذا فلا يصح التمسك بالتراجم التي هي من تأليفات المسيحيين.
والسادس: أنه لا يلزم أن يكون المراد من المسيح أحد هذين المسيحيين، لأن هذا اللفظ كان يطلق على كل سلطان من اليهود صالحًا كان أو فاجرًا، الآية الخمسون من الزبور السابع عشر هكذا: (يا معظم خلاص الملك وصانع الرحمة بمسيحه داود وزرعه إلى الأبد) وهكذا جاء في الزبور المائة والحادي والثلاثين إطلاق المسيح على داود عليه السلام، الذي هو من الأنبياء والسلاطين الصالحين، وفي الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الأول قول داود عليه السلام في حق شاول الذي كان من أشرار السلاطين اليهود هكذا: 71 (وقال للرجال الذين معه حاشا لي من اللّه أن أصنع هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، أو أمد يدي إلى قتله لأنه مسيح الرب) 11 (لا أمد يدي على سيدي لأنه مسيح الرب) وهكذا في الباب السادس والعشرين من السفر المذكور، والباب الأول من سفر صموئيل الثاني، بل لا يختص هذا اللفظ بسلاطين اليهود أيضًا، وجاء إطلاقه على غيرهم، الآية الأولى من الباب الخامس والأربعين من كتاب أشعيا: (هذه يقولها الرب لقورش مسيحي الذي مسكت بيمينه) الخ فجاء إطلاقه على سلطان إيران الذي أطلق اليهود وأجازهم لبناء الهيكل.

.الغلط (33):

في الباب السابع من سفر صموئيل الثاني وعد اللّه لبني إسرائيل على لسان ناثان النبي هكذا 10 (وأنا أجعل مكانًا لشعبي إسرائيل وأنصبه ويحل في مكانه بالهدو، ولا تعود بنو الإثم إن يستعبدوه كما كانوا من قبل) 11 (منذ يوم وضعت قضاة على شعبي إسرائيل) الخ والآية العاشرة في التراجم هكذا ترجمة فارسية سنة 1838 (ومكاني نيز براى قوم خود إسرائيل مقر رخواهم كرد وايشان راخواهم نشانيد تاخود جايدار باشند ومن بعد حركت نكنند واهل شرارت من بعد ايشان رانياز آرندحون درايام سابق) ترجمة فارسية سنة 1845 (وبجهت قومم إسرائيل مكاني راتعيين خواهم نمود وايشانرا غرس خواهم نمودتا انكه در مقام خويش ساكن شده بارديكر متحرك نشوند وفرزندان شرارت بيشه ايشان رامثل أيام سابق نرنجانند) (66) فكان اللّه وعد أن بني إسرائيل يكونون في هذا المكان بالهدو والاطمئنان، ولا يحصل لهم الإيذاء من أيدي الأشرار، وكان هذا المكان أورشليم، وأقام بنو إسرائيل فيه، لكنهم لم يحصل لهم وفاء وعد اللّه، وأوذوا في هذا المكان إيذاء بليغًا، وآذاهم سلطان بابل ثلاثَ مرات إيذاء شديدًا، وقتلهم وأسرهم وأجلاهم، وهكذا آذى السلاطين الآخرون، وآذى طيطوس الرومي إيذاء جاوز الحد، حتى مات في حادثته ألف ألف 1100000 ومائة ألف بالقتل والصلب والجوع، وأُسر منهم سبعة وتسعون ألفًا، وأولادهم إلى الآن متفرقون في أقطار العالم في غاية الذل.

.الغلط (34):

في الباب المذكور وعد اللّه لداود على لسان ناثان النبي عليهما السلام هكذا: 12: (فإذا تمت أيامك ونمت مع آبائك فإني أقيم زَرْعك من بعدك الذي يخرج من بطنك وأثبت ملكه) 13: (وهو يبني بيتًا لاسمي، وأصلح كرسي ملكه إلى الأبد) 14 (وأنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا وإن ظلم ظلمًا أن أبكته بعصاة الناس وبالجلد الذي كان يجلد به الناس) 15: (وأما رحمتي لا أبعد عنه كما أبعدت عن شاول الذي نفيته من بين يدي) 16: (وبيتك يكون أمينًا وملكك إلى الدهر أمامك وكرسيك يكون ثابتًا إلى الأبد) وهذا الوعد في الباب الثاني والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: 9: (وهو ذا ولد مولود لك هو يكون رجلًا ذا هدوّ وأريحه من كل أعدائه مستديرًا فإن سليمان يكون اسمه، وسلامة وقرارًا أجعل على إسرائيل في كل أيامه) 10: (هو يبني بيتًا لاسمي وهو يكون لي مقام الابن، وأنا له مقام الأب وسوف أثبت كرسي ملكه على آل إسرائيل إلى الأبد) فكان وعد اللّه أن السلطنة لا تزول من بيت داود إلى الأبد، ولم يف بهذا الوعد، وزالت سلطنة آل داود منذ مدة طويلة جدًّا.

.الغلط (35):

نقل مقدس أهل التثليث بولس قول اللّه في فضل عيسى عليه السلام على الملائكة في الآية السادسة من الباب الأول من الرسالة العبرانية هكذا: (أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا) وعلماؤهم يصرحون أنه إشارة إلى الآية الرابعة عشرة من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني الذي مر نقله في الغلط السابق، وهذا الزعم غير صحيح لوجوه: (الأول) أنه صرح في سفر أخبار الأيام أن اسمه يكون سليمان (والثاني) أنه صرح في السفرين (أنه يبني لاسمي بيتًا) فلا بد أن يكون هذا الابن باني البيت، وهو ليس إلا سليمان عليه السلام، وولد عيسى عليه السلام بعد ألف وثلاث سنين من بناء البيت، وكان يخبر بخرابه.
كما هو مصرح في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متى، وستعرف في بيان الغلط التاسع والسبعين (والثالث) أنه صرَّح في السفرين أنه يكون سلطانًا، وعيسى عليه السلام كان فقيرًا حتى قال في حقه (للثعالب أَوْجِره ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أن يُسند رأسه) كما هو منقول في الآية العشرين من الباب الثامن من إنجيل متى، (والرابع) أنه صرح في سفر صموئيل في حقه (وإن ظلم ظلمًا فأبكته) فلا بد أن يكون هذا الشخص غير معصوم، يمكن صدور الظلم عنه، وسليمان عليه السلام في زعمهم هكذا، لأنه ارتد في آخر عمره، وعبد الأصنام وبنى المعابد لها ورجع من شرف منصف (67) النبوة إلى ذل منصب الشرك، كما هو مصرح في كتبهم المقدسة، وأي ظلم أكبرُ من الشرك، وعيسى عليه السلام كان معصومًا لا يمكن صدور الذنب منه في زعمهم (والخامس) أنه صرح في السفر الأول من أخبار الأيام: (وهو يكون رجلًا ذا هدو وأريحه من جميع أعدائه) وعيسى عليه السلام ما حصل له الهدو والراحة من أيام الصبا إلى أن قتل على زعمهم، بل كان خائفًا من اليهود ليلًا ونهارًا، فارًا في أكثر الأوقات من موضع إلى موضع لخوفهم، حتى أسروه وأهانوه وضربوه وصلبوه بخلاف سليمان عليه السلام فإن هذا الوصف كان ثابتًا في حقه على وجه أتم، (والسادس) أنه صرح في السفر المذكور: (وسلامة وقرارًا أجعل على إسرائيل في كل أيامه) واليهود كانوا في عهد عيسى عليه السلام مطيعين للروم، وعاجزين عن أيديهم، (والسابع) أن سليمان عليه السلام ادعى بنفسه أن هذا الخبر في حقه، كما هو مصرح في الباب السادس من السفر الثاني من أخبار الأيام وإن قالوا: إن هذا الخبر وإن كان بحسب الظاهر في حق سليمان، لكنه في الحقيقة في حق عيسى، لأنه من أولاد سليمان، قلت: هذا غير صحيح لأن الموعود له لا بد أن يكون موصوفًا بالصفات المصرحة، وعيسى عليه السلام ليس كذلك، وإن قطع النظر عن الصفات المذكورة فلا يصح على زعم الجمهور من متأخريهم، لأنهم يقولون لرفع الاختلاف الواقع بين كلام متى ولوقا في بيان نسب المسيح أن الأول بيّن نسب يوسف النجار والثاني نسَب مريم عليها السلام، وهو مختار صاحب ميزان الحق، وظاهر أن المسيح عليه السلام ليس ولدًا للنجار المذكور، ونسبته إليه من قبيل أضغاث الأحلام، بل هو ولد مريم عليهما السلام، وبهذا الاعتبار ليس من أولاد سليمان عندهم، بل من أولاد ناثان بن داود، فلا يكون الخبر الواقع في حق سليمان منسوبًا إلى عيسى لأجل النبوة.